التعاون هو سلوك اجتماعي إيجابي يهدف الى تعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية من خلال المساعدة على انجاز بعض المهام سويًا. يعتبر التعاون إشارة صحية للغاية للنهوض بالمجتمع لأنه يولد روح التضامن والاخاء بين أفراد العائلة والحي والبلد ككل خاصة بالنسبة للأطفال.
في هذا المقال نوفر لكم بحث عن التعاون وأهميته للأطفال والذي يمكن استخدامه في اتمام الواجبات المدرسية حيث نبين فيه ايجابيات التعاون ودوره في نشر المحبة والسعادة.
بحث عن التعاون للأطفال :
يمكن تعريف التعاون على أنه عملية يقوم بها مجموعة من الأشخاص أو الحيوانات بهده الوصول الى منفعة مشتركة أو متبادلة ، بدلاً من العمل في منافسة من أجل المنفعة الشخصية.
تتعاون العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية مع أعضاء آخرين من نفس الأنواع ومع أعضاء الأنواع الأخرى وهو ما يسمى أيضًا بالتكافل أو التضامن.
كهيكل اجتماعي ، يظهر التعاون في عدد لا يحصى من المنظمات التي أنشأها الإنسان لغرض السلوك المشترك نحو هدف معين. غالبًا ما يكون التعاون ذا طابع ديني وسياسي وثقافي و حتى اقتصادي.
اقرأ أيضًا : أجمل العبارات عن المعلم
أنواع التعاون :
يتم تقسيم التعاون الى 5 أنواع هي : تلقائي ، تقليدي ، تعاقدي ، موجه وعفوي. يمكن العثور على كل منها في جميع مجالات المجتمع البشري – السياسية والدينية والاقتصادية والثقافية.
1- التعاون التلقائي :
يشير التعاون التلقائي إلى التنسيق غير الشخصي وترابط السلوك والمصالح المتبادلة التي تنشأ مباشرة من الموقع البيئي. ضمن هذا النوع تقع معظم حالات التعاون التي أكد عليها علماء الطبيعة.
هذا التعاون في عالم النبات والحيوان يكاد يكون جنسيًا أو متكافئًا في طبيعته ، على الرغم من أنه يتعلق بالأمن أساسًا. عادة ما يكون التعاون هنا غريزيًا في الأساس.
التعاون التلقائي يمكن ملاحظته أيضًا في عالم البشر. بالنسبة إلى عالم البيئة الاجتماعية ، يبدو السكان ، سواء في المناطق الحضرية أو الريفية ، موجهين في جزء كبير من العمليات غير المخطط لها.
من بين هذه عمليات التعاون هذه نجد : توحيد السلوك نحو غاية مشتركة تنشأ فقط من حقيقة الموقع الاستراتيجي في النمط البيئي الأكبر. قد يوجد تعاون غير مخطط له بين مجموعتين (سواء كانت قومية أو اقتصادية أو دينية أو عرقية) ببساطة بسبب وجود تهديد مستقل لأمن كل منهما ؛
قد يتم تحفيز مثل هذا التعاون من خلال التهديد من قبل مجموعة خارجية ، لكنه يعتمد على توافق موجود مسبقًا للمعايير والتطلعات. يمكن للدفاع من قبل كل مجموعة في موقعها الخاص ، دون أي جهد واع ، أن ينتج درجة كبيرة من التعاون لا يمكن تسميته إلا تلقائيًا.
2- التعاون التقليدي :
التعاون التقليدي لا تنظمه الغريزة أو الإرادة أو الموقع ، بل بالأحرى الأعراف الاجتماعية التقليدية. الأمثلة الرئيسية هي الأسرة المشتركة للهند ، العشيرة الصينية ، مجتمع القرى في آسيا وأوروبا في العصور الوسطى والنقابات الحرفية والتجارية في جميع أنحاء العالم في العصور القديمة والعصور الوسطى.
تقوم الأسرة الهندوسية ، “المشتركة في الطعام والعبادة والملكية” ، على الأخلاق التي لا يمكن المساس بها للمساعدة المتبادلة بين الأجيال والفروع ، مهما كانت بعيدة في المكان أو الزمان ؛ يُنظر إلى الأسرة إلى الأبد على أنها علاقة تعاونية بين الموتى والأحياء والذين لم يولدوا بعد.
وبالمثل ، في مجتمع القرية الزراعية ، وهو أحد أكثر المؤسسات شمولية ، يتم التعامل مع قضايا مثل زراعة المحاصيل وحصادها بشكل تعاوني من قبل القرويين.
في نقابة العصور الوسطى ، تم تحديد الأسعار وتقنيات الحرفية ومعايير العمل بشكل تعاوني من قبل سادة النقابة ، وتم حظر المنافسة المباشرة. في جميع هذه الحالات ، يعد التعاون – مهما كان قد بدأ في المقام الأول – أحد الأعراف ، وملزمًا للمشاركين مثل أي جزء آخر من الأخلاق.
3- التعاون التعاقدي :
في المجتمع الصناعي الحديث ، من المرجح أن يكون التعاون تعاقديًا أكثر من كونه تقليديًا في طبيعته. شروط التعاون محددة ومشروطة بإرادة المشاركين أو تحكمها عقوبات قانونية ، وهي دقيقة من حيث طول التعاون وما هو مطلوب تحديدًا في العلاقة.
عادة ما يزداد التعاون التعاقدي بشكل حاد في الفترات التاريخية التي يتم خلالها استبدال الروابط الوثيقة للمجتمع التقليدي بالروابط الفردية والنفعية في المجتمع المنفتح.
التعاون التعاقدي هو أحد الأنماط الأساسية للمجتمع الغربي المعاصر. إن المجموعة الواسعة من تعاونيات المستهلكين والمنتجين ، الاتحادات الائتمانية ، المنازل السكنية التعاونية ، خطط المشاركة في الأرباح وما شابه ذلك توضح مدى اعتماد الرأسمالية المعاصرة على هذا النوع من التعاون.
تابع المزيد : بحث علمي عن البيئة للطلاب
4- التعاون الموجه :
ربما تكون المنظمة العسكرية هي أقدم أشكال التعاون الموجه وأكثرها انتشارًا ، ولكن في العالم الحديث ، لا يمكن لمؤسسة الأعمال واسعة النطاق ، اتحاد العمال ، النظام المدرسي ، وحتى المنظمات الدينية والترفيهية البقاء على قيد الحياة دون شكل من التعاون الذي ينشأ من القيادة أو التوجيه.
مصدر التعاون هنا مشتق من الاعتراف المشترك بالهدف أو معيار واضح. سيكون من الصعب العثور على مثال أكثر دراماتيكية للتعاون المباشر مما كان عليه في مشروع القنبلة الذرية العظيم في الحرب العالمية الثانية ؛
عشرات الآلاف من الأشخاص ، على جميع مستويات المهارة والمسؤولية ، تعاونوا تحت التوجيه البعيد في صنع منتج معروف لأصغر مجموعة من كبار القادة في المشروع. مثل هذا المثال ، على الرغم من كونه دراماتيكيًا ، إلا أنه ليس فريدًا من نوعه في العصر المعاصر.
ما أسماه ماكس ويبر “العقلنة” هو عملية في المجتمع الحديث كان لها تأثير تحويل قدر كبير من التعاون البشري إلى النوع الموجه. من غير المتصور أن المنظمات المعقدة واسعة النطاق يمكن أن تعمل اليوم دون تعاون موجه ، ونحن نشهد قدرًا متزايدًا من هذا النوع من التعاون نتيجة للعمليات المعقدة والبعيدة المدى لمعالجة البيانات وأنظمة الكمبيوتر.
5- التعاون العفوي :
التعاون العفوي هو أقدم أشكال التعاون وأكثرها طبيعية وانتشارًا. إنه غير موصوف بالتقاليد أو العقد أو التوجيه ، فهو ذو طابع ظرفي ويشكل عمليا جوهر العلاقات داخل الأسرة والحي ومجموعة اللعب وغيرها من أشكال الارتباط الشخصية الوثيقة.
كل ما نعرفه عن هذا النوع من التعاون يشير إلى أنه أكثر شيوعًا عندما يكون هناك أساس مسبق للصداقة. وبالتالي ، بغض النظر عن نوع المهام الموكلة ، يكون التعاون العفوي أقل احتمالًا عندما لا تتاح الفرصة للتعارف الودي.
هذا النوع من التعاون ليس غائبًا بأي حال من الأحوال حتى عن المنظمات الأكثر صرامة. في الجيش أو الشركة أو الحكومة ، تنشأ أنواع من التعاون العفوي ، بالنظر إلى الظروف المواتية التي قد تدعم (أو تلغي) النوع المخطط والموجه ؛
كما أن التعاون العفوي هو الشرط النهائي للنصر في المعركة في الحروب.
اقرأ أيضًا : مقدمة اذاعة مدرسية عن كورونا
أهمية التعاون في المؤسسة :
دائمًا ما يكون تعاون الفريق في أي منظمة مفيدًا حيث يحسن التعاون الأداء العام للموظفين والإنتاجية التنظيمية. في الفريق ، كل موظف مسؤول عن النجاح. إنه مزيج من نقاط القوة ، والتي يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تقليل نقاط الضعف الفردية. في هذه الحالة ، يمكن لنقاط القوة والضعف لأعضاء الفريق أن تعزز وتكمل بعضها البعض. يمكن تلخيص أهمية التعاون فيما يلي :
1- التقليل من المنافسة :
يشجع تعاون الفريق الموظفين على العمل معًا لصالح المنظمة. إنه يقلل من رغبة الموظفين في التنافس ضد بعضهم البعض ، وهو الأمر الذي غالبًا ما لا يكون مفيدًا للأعمال التجارية ، وبدلاً من ذلك يركزون على العمل معًا لتحقيق هدف مشترك.
عندما تعزز العمل الجماعي في مؤسستك ، ستدرك أن الموظفين يتقاتلون بشكل أقل خاصة في القضايا التي لا تساعد المنظمة. كل هذا يعني أن مستقبلك كمنظمة لديه آفاق عند تعاون فريق العمل أفضل مما لو كنت تتنافس على المصالح الشخصية الفردية.
2- تعزيز تبادل المعرفة :
في الفريق ، يتم تشجيع كل عضو على المشاركة والمساهمة في المهمة المطروحة والتي تؤدي إلى مخرجات مركبة. عندما يعمل الموظفون بشكل تعاوني ، تتضاعف جهودهم وتصبح أقوى وأفضل.
في هذه العملية ، يتبادل الموظفون الذين يعملون معًا الأفكار حيث يكتسب كل منهم منظورًا جديدًا ومعرفة حول المهام التي يعملون عليها.
بينما يمكن للعمال الفرديين أيضًا القيام بذلك ، فإن تعاون الفريق محدد جيدًا ويمكن أن يساعد الموظفين على توقع المساعدة من زملائهم في الفريق.
بصرف النظر عن المشاركة والمساهمة ، يتيح تعاون الفريق للموظفين تبادل المعرفة والأفكار. هذا يزيد من احتمالية نجاح مؤسستك.
تؤدي مشاركة المعرفة إلى فرص التعلم للموظفين والتي لن تكون ممكنة إذا كان كل عضو في الفريق يبحث عن اهتماماتهم المحدودة.
تعرف على المزيد : بحث شامل عن التلوث البيئي
3- تعزيز التواصل الجيد :
يعزز تعاون الفريق أيضًا التواصل الفعال بين الموظفين والمؤسسة ككل. الموظفون الذين يعملون بشكل جيد معًا ويعتبرون أنفسهم جزءًا من الفريق يميلون نحو تواصل أفضل.
أثناء تعاونهم ، يبدأون في تعلم كيفية التواصل مع بعضهم البعض ، ومهارات الاتصال الفعال وحتى تعلم التعرف على الاختلافات الدقيقة بينهم.
كميزة ، يمكن أن يكون للتواصل المعزز في المنظمة تأثير عميق على أدائها العام ، ويمكن للمؤسسة بأكملها الاستفادة من تعاون الفريق الذي يؤدي إلى تواصل أفضل.
علاوة على ذلك ، فإن التواصل الفعال في المنظمة يقلل من سوء الفهم ، الصراعات ، والتأخير في تسليم العمل ، وهي ميزة مهمة جدًا لنجاح المنظمة.
4- سهولة تحقيق الأهداف :
لقد حان الوقت لكي يبدأ جميع المديرين في إدراك أنه من مسؤوليتهم تعزيز وبناء العلاقات بين الموظفين. يمكن الاتفاق على أن إنشاء المستوى المناسب من العمل الجماعي ليس بالأمر السهل دائمًا. الإبداع والتصميم والإرادة لأخذ زمام المبادرة هي الصفات المطلوبة للفريق لتحقيق النجاح.
بصفتك مديرًا ، من المهم أن تحفز موظفيك حتى يعملوا نحو هدف ويجتهدون في تحقيقه. في جو تنظيمي ، يجب أن تكون قادرًا على تعزيز أفضل الأخلاقيات الممكنة بين القوى العاملة. سيضمن ذلك انضمام الجميع والسعي للعمل نحو الهدف المشترك.
من خلال التعاون الجماعي ، ستتعزز معنويات الجميع بشكل طبيعي بمجرد توفر بيئة عمل صحية ، مما يؤدي إلى تحسين تحفيز الموظفين ، وفي نهاية المطاف يميل الجميع نحو تحقيق الأهداف والرؤى والأهداف التنظيمية.
5- تأسيس الثقة :
العمل في فريق يبني الثقة في أي مكان ، وفي التعاون الجماعي يخلق علاقات قوية بين الموظفين.
بقدر ما يتجادل الموظفون ويختلفون بل ويتقاتلون ، في نهاية اليوم يتعلمون استيعاب شخصيات ونقاط القوة والضعف لدى بعضهم البعض ليكونوا قادرين على العمل معًا.
عندما يثق الموظفون ببعضهم البعض في فريق ، فإنهم يؤسسون أساسًا قويًا للعلاقات التي تتحمل صراعات طفيفة خاصة تلك التي تنشأ بسبب الاختلافات الفردية.
قد يهمك : كل ما تبحث عنه عن تخصص الموارد البشرية
المراجع :
- موقع marketing91
- موقع encyclopedia