من خمسين إلى 70 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من أعراض كورونا سيصابون بالكحة الناشفة، وفقًا للعديد من المصادر الطبية الموثوقة.
تظهر الكحة الناشفة بسرعة، وتبدأ بعد حوالي يوم أو نحو ذلك من ظهور المرض، لكنها لا تهدأ عادة بسرعة، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم.
وجدت دراسة أجريت في أبريل 2021 أن الكحة الناشفة تستمر لمدة 19 يومًا في المتوسط، لمعظم الأشخاص المصابين بـكوفيد-19 وما يصل إلى أربعة أسابيع في حوالي 5 بالمائة من المرضى.
قد يجد بعض الأشخاص الذين يعانون من كورونا لفترة طويلة أنفسهم يسعلون لعدة أشهر، وهذا ما جعلنا نتحدث في هذا المقال عن علاج سعال كورونا.
علاقة سعال كورونا بمتحور أوميكرون:
مع ظهور سلالة أوميكرون، يعاني الكثير منا من السعال: وجد تحقيق نُشر في ديسمبر 2021 في مجلة “يورو سيرفاينس” ، يبحث في مجموعة من الأشخاص الذين تم تطعيمهم في الغالب والذين أصيبوا بالعدوى بواسطة أوميكرون في حفلة عيد الميلاد للشركة، أن 83٪ أبلغوا عن اصابتهم السعال.
يبدو أن أوميكرون يتكاثر بسرعة في الشعب الهوائية، وهما الأنبوبان الكبيران اللذان ينقلان الهواء من القصبة الهوائية إلى الرئتين.
أفادت دراسة أُجريت في ديسمبر 2021 من كلية الطب بجامعة هونغ كونغ أن أوميكرون يتكاثر في الشعب الهوائية أسرع 70 مرة من دلتا والفيروس الأصلي.
ومع ذلك، وجد الباحثون أن الأوميكرون لا يصيب الرئتين كما تفعل المتغيرات السابقة، مما يشير إلى أنه أقل عرضة للتسبب في مرض شديد.
هل سعال كورونا يختلف عن السعال العادي؟
في كل مكان، فإن سعال كورونا ليس فريدًا. يقول الأطباء أنه يشبه السعال الناتج عن الالتهابات الرئوية الفيروسية أو البكتيرية الأخرى.
بالنسبة للأشخاص الذين يصلون إلى المستشفى مصابين بكورونا من غير المطعمين،يظهر لديهم سعال جاف مؤلم، مصحوب بمستويات أكسجين أقل من المعتاد وهو ما يُعد مشكلة حقيقية.
كما أنه لا يمكن لمرضى كوفيد 19 في المستشفى أن يأخذوا نفسًا عميقًا دون سعال.
ما الذي يسبب السعال لدى مرضى كورونا؟
بقدر ما هو أمر مزعج التعامل مع أي نوع من السعال، فإن رد الفعل الوقائي هذا ضروري للتعافي من العدوى. ينصح الأطباء بعدم محاولة التخلص من السعال لأنه إذا كانت هناك إفرازات، مثل المخاط، فستكون قادرًا على إزالتها.
السبب الرئيسي لوفاة كبار السن المصابين بالالتهاب الرئوي هو أنهم يتراجعون ويصبحون أضعف من أن يسعلوا وينظفوا رئتهم.
كل منا لديه أعصاب حسية في الظهارة، وهي الطبقة الرقيقة من الأنسجة التي تشكل البطانة الخارجية لأجزاء الجسم بدءًا من طبلة الأذن والقلب والمعدة إلى الحنجرة (صندوق الصوت) والقصبة الهوائية والشعب الهوائية.
عادة، عندما تكتشف الأعصاب الحسية فيروسًا أو غازًا أجنبيًا آخر، فإنها تقوم بتنشيط مستشعرات السعال في منطقة النخاع في الدماغ، والتي بدورها تحفز العضلات حول الجهاز التنفسي لطرد الزائر غير المرغوب فيه.
لكن من المحتمل أيضًا أن فيروس COVID-19 قد يستهدف بشكل مباشر أو غير مباشر الأعصاب الحسية نفسها، كجزء من العدوى، غير أن هذه النظرية تحتاج إلى مزيد من الدراسة.
كيفية منع السعال من نشر فيروس كورونا
كما يعلم معظمنا الآن، من الأهمية بمكان تغطية سعال كورونا بقناع وجه أو منديل أو كوع مثني لتقليل انتشار الرذاذ التنفسي المعدي.
كما أوصى تقرير صدر في يناير 2022 في مجلة الفيزياء AIP Advances والذي درس كيفية تشتيت الرذاذ عن طريق السعال بخفض رأسك لتقليل خطر انتقال الفيروس إلى الآخرين.
إذا استمر السعال لديك حتى بعد أن تجاوزت العدوى الحادة، فهل لا يزال بإمكانك نشر فيروس كوفيد 19؟
يقول الأطباء: “ينخفض خطر القابلية للانتقال بشكل ملحوظ بعد 10 أيام من الاصابة. ولكن في حين أنك لست مضطرًا للبقاء منعزلاً في المنزل إذا كنت تسعل، فمن الحكمة – والأدب – الاستمرار في ارتداء قناع و الالتزام بالمسافة الاجتماعية”.
علاج سعال كورونا:
لحسن الحظ، هناك أشياء يمكنك القيام بها لعلاج السعال أثناء التعافي من كورونا في المنزل. على سبيل المثال: يمكن أن يساعد رفع رأسك أثناء النوم عن طريق وضع وسادة اضافية الى كبح السعال.
كما يمكن أن تكون مثبطات السعال التي لا تستلزم وصفة طبية قبل النوم مفيدة للغاية. وكذلك يمكن لمثبطات السعال التي تحتوي على الكودايين أن تريحك بشكل جيد.
إنها تجعلك تشعر بالنعاس، لذا فهي جيدة للاستخدام في الليل.
شرب الكثير من شاي الأعشاب وتناول أقراص الاستحلاب يساعد، في علاج سعال كورونا بشكل جد فعال أيضًا.
تأكد من إخبار طبيبك إذا كنت تعاني من سعال لا يتوقف أو مشكلة أخرى مستعصية من جراء اصابتك بفيروس كوفيد 19.
لا شك أن أفضل طريقة لتخفيف أعراض أي مرض هي علاج المرض الأساسي. إذا كان لديك كورونا خفيفة أو معتدلة وكنت معرضًا لخطر الإصابة بمرض شديد، فقد تساعدك الأقراص المضادة للفيروسات وحقن بعض الأجسام المضادة أحادية النسيلة على الشفاء – وهذا يعني تقليل السعال.
المراجع:
- موقع everydayhealth